سورة الاخلاص من أكثر السور القرآنية التي وردت الأحاديث في فضلها وجاء هذا من وجوه شتي: - أن
الله تعالي يغفر لقارئها أخرج النسائي أن النبي صلي الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ "قل هو الله أحد" فقال أما هذا فقد غفر الله له.
- أنها تعدل ثلث القرآن: أخرج البخاري وغيره واللفظ له في كتاب فضائل القرآن باب فضل "قل هو الله أحد" بسنده إلي أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ "قل هو الله أحد" يرددها فلما أصبح جاء إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن".
وقد حث النبي صلي الله عليه وسلم علي قراءتها. أخرج مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب فضل قراءة "قل هو الله أحد" بسنده إلي أبي الدرداء عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "أيعجز احدكم أن يقرأ في كل ليلة ثلث القرآن. قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن قال: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
وفي توجيه ذلك يقول الإمام النووي قال المازري قيل ما معناه أن القرآن علي ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات لله تعالي و"قل هو الله أحد" متمحضة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء.
وقيل معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف.
- أن من أحب سورة الإخلاص أحبه عز وجل : أخرج البخاري في كتاب التوحيد باب ما جاء في دعاء النبي صلي الله عليه وسلم أمته إلي توحيد الله تبارك وتعالي بسنده إلي عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم بعث رجلا علي سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب"قل هو الله أحد" فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟
فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها.
فقال النبي صلي الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه. قال الحافظ ابن حجر: قال ابن دقيق العيد. يحتمل أن يكون سبب محبة الله له محبته لهذه السورة. ويحتمل أن يكون لما دل عليه كلامه لأن محبته لذكر صفات الرب دالة علي صحة اعتقاده.
- أن حب سورة الإخلاص يوجب دخول الجنة:
أخرج الترمذي وغيره واللفظ له في أبواب فضائل القرآن باب ما جاء في سورة الإخلاص بسنده إلي أنس بن مالك قال كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء فكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم في الصلاة يقرأ بها افتتح بقل هو الله أحد حتي يفرغ منها ثم يقرأ سورة أخري وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمة أصحابه فقالوا إنك تقرأ بهذه السورة ثم لا تري أنها تجزئك حتي تقرأ بسورة أخري فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخري.
قال ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرونه أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره
فلما أتاهم النبي صلي الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟ فقال يا رسول الله إني أحبها.. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن حبك إياها أدخلك الجنة
وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وأخرج الإمام أحمد بسنده إلي أنس بن مالك قال جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال إني أحب هذه السورة "قل هو الله أحد" فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم حبك إياها أدخلك الجنة.
وفيه ما يشعر بأن سورة الاخلاص مكية "1" أ ه
- اشتمال سورة الإخلاص علي اسم الله الأعظم: أخرج الترمذي وأبو داود وابن ماجة وابن حبان واللفظ للترمذي في أبواب الدعوات باب ما جاء في جامع الدعوات عن رسول الله صلي الله عليه وسلم بسنده إلي عبدالله بن بريدة الأسلمي عن أبيه قال سمع النبي صلي الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" قال فقال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي "2" أ ه
قال الترمذي هذا حديث حسن غريب أه. وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري هذا هو أرجح الأحاديث سندا في تعيين الاسم من جميع ما ورد في ذلك "3" أه.
- من قرأها عشر مرات بني الله تعالي له قصرا في الجنة: أخرج الإمام أحمد بسنده إلي معاذ بن أنس الجهني صاحب النبي صلي الله عليه وسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم قال من قرأ "قل هو الله أحد" حتي يختمها عشر مرات بني الله له قصرا في الجنة فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا استكثر يا رسول الله؟
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم الله أكثر وأطيب أه. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني وأحمد وفي اسنادهما رشدين بن سعد وزبان وكلاهما ضعيف وفيه توثيق لين.