قالوا عن محمد صلى الله عليه وسلم
ولد الرسول الكريم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب يوم 20 أغسطس من عام 570 ميلادية وهو العام المسمي "عام الفيل" الذي شهد محاولة أبرهة ملك الحبشة تدمير بيت الله الذي ببكة مباركا مصطحبا أفيالاً معه لتساعده وتساعد جيشه في التغلب علي العرب وأرسل الله جل شأنه "طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول".. وقد جاء مولد الرسول بعد حادثة الفيل بخمسة وخمسين يوما ولم يكن الناس قد نسوا ما جري بعد وكان مولده يوم الاثنين 12 ربيع أول.. وظل يوم الاثنين مرافقا للرسول في فترات كثيرة من حياته فقد صادف هذا اليوم يوم بعثه ويوم وفاته.
بهذه الكلمات بدأ الكاتب عبده مباشر كتابه "قالوا عن محمد الرسول المصطفي" الذي يتعرض فيه لبعض ما كتب عن رسول الله صلي الله عليه وسلم مؤكدا أن كثيرين شاركوا في الكتابة عن النبي الكريم وتختلف أسباب كل كاتب كما تختلف الزوايا التي اختاروها للوصول إلي الهدف .. فمنهم من كتب لدحض باطل أو لمواجهة محاولة تشويه أو حبا وسعيا لتوضيح معالم القدوة في شخصية المصطفي.. وحين يكتب الكتاب والمفكرون عن شخصية المصطفي ورسالته فإنهم بذلك يريدون أن يضعوا أمام الأجيال المتعاقبة نموذجا متجددا للمثل العليا والقيم النبيلة إسهاما منهم في تحقيق الرقي الإنساني والسعادة البشرية.. ولاشك أن كل كتاب يشكل إضافة ذات قيمة لتاريخ وسيرة سيد الرسل صلي الله عليه وسلم.
بدأ المؤلف بكتاب "علي هامش السيرة" للدكتور طه حسين فيقول فيه إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أقام في قومه دهرا لا يعرض لهم بشيء يكرهونه وإنما يدعوهم إلي كلمة الحق ويذيع فيهم البر والمعروف ويستجيب له من أشراف قريش القليلون ويستجيب له الكثيرون من الفقراء والمستضعفين.. ويتنبأ أبوجهل عمرو بن هشام بالصدام بين محمد وقريش ويستنكر القوم هذا القول حتي جاء يوم امتلأت مكة بحديث كان له في قلوب الناس وقع غريب فقد تحدثوا أن محمدا دعاهم إلي دين جديد فيه التوحيد فعرضوا عليه المال والشرف والسيادة والملك والسلطان والطب ولكنه رد عليهم كل هذا وظل علي موقفه.
يستعرض بعد ذلك كتاب "حياة محمد" للدكتور محمد حسين هيكل الذي يقول: إن الطريقة العلمية التي اعتمد عليها المصطفي أسمي ما وصلت إليه الإنسانية وغاياتها أن يخلع الإنسان من نفسه كل رأي وكل عقيدة سابقة ويبدأ في الملاحظة والتجربة ثم بالموازنة والترتيب والاستنباط القائم علي المقدمات العلمية ليصل النتيجة القابلة للتمحيص ولكنها تظل نتيجة علمية .. فعندما يعبد الناس من دون الله أصناما وملوكا وفراعنة ونارا وشمسا فإن ذلك وهم باطل غير جدير بالكرامة الإنسانية وهذا هو جوهر الدعوة المحمدية.
عبقرية محمد
أما كتاب "عبقرية محمد" للكاتب عباس محمود العقاد يحكي أن العالم قبل البعثة عالما متداعيا قد شارف النهاية خلاصة ما يقال إنه عالم فقد العقيدة كما فقد النظام يتطلع إلي نبي.. وكان محمد مستكملا للصفات التي لا غني عنها في إنجاح كل رسالة عظيمة من رسالات التاريخ فقد كانت له فصاحة اللسان واللغة والقدرة علي تأليف القلوب وجمع الثقة وقوة الإيمان بدعوته وغيرته البالغة علي إنجاحها وكانت له صباحة ودماثة تحببانه إلي كل من رآء وكان جامعا للمحبة والثقة كأفضل ما تجتمعان.
والكاتب توفيق الحكيم كان ممن تحدث عنهم عبده مباشر في كتابه باختياره كتاب "محمد" للحكيم الذي يسرد الأحداث علي هيئة مناظر بأسلوب مسرحي فيبدأ بتبشير عبدالمطلب بمولد محمد وسرد الرؤيا التي رآها عبدالمطلب لذلك ثم جهر محمد بالدعوة ومخاطبة أهل قريش وتتوالي المناظر حتي يصل إلي هجرة المسلمين إلي الحبشة ورفض النجاشي تسليمهم لكفار قريش ثم منظرا لحديث الإفك الخاص بالسيدة عائشة رضي الله عنها.
أول العظماء
انتقل المؤلف بعد ذلك إلي الكاتب ما يكل هارت من الكتاب المستشرقين الذين أنصفوا محمد حيث اختاره أول العظماء الذين تحدث عنهم في كتابه "الخالدون مائة أولهم محمد رسول الله" ذاكرا أن الرسول العظيم هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا علي المستويين الديني والدنيوي. وقد دعا إلي الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا وبعد 13 قرنا من وفاته فإن أثره مازال قويا متجددا.
كما أشار المؤلف إلي كتب تناولت سيرة الرسول الكريم منها "أصول الحديث النبوي" للدكتور الحسيني هاشم و"الرسول في رمضان" للكاتب علي حسن الخربوطلي و"محمد رسول الله" للكاتبين اتيين دينيه وسليمان إبراهيم. و"في مولد النبي" لحسين الشافعي. و"أقباس من السيرة العطرة" لأنور الجندي. وكتاب "التبشير الاستشراق أحقاد وحملات النبي محمد صلي الله عليه وسلم وبلاد الشام" للكاتب محمد عزت إسماعيل الطهطاوي ثم يعرض كتاب "الفكر الخوالد للنبي محمد صلي الله عليه وسلم" للكاتب محمد علي الباكستاني. و"دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة" لأبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي. و"محمد المحارب" للكاتب محمد فرج.. بالإضافة إلي استعراض العديد من الكتب القيمة الأخري لكبار الكتاب.