ونقلت صحف مصرية عن طنطاوي قوله إن "من يمتنع عن مقابلة عدوه فهو جبان"، مجددا رفضه دعوة البابا شنودة الثالث لمقاطعة إسرائيل ومنع المسيحيين من الحج إلى القدس إلا بعد تحريرها.
مطالب بعزل شيخ الأزهر
في غضون ذلك، أبدى نواب ونشطاء مصريون استياء بالغا من شيخ الأزهر بعد مصافحته بيريز خلال مؤتمر الأمم المتحدة لحوار الأديان، في أزمة كشفت بعدا جديدا في موقف المؤسسة الدينية بمصر من التطبيع مع الإسرائيليين.
وطالب بعض النشطاء بعزل شيخ الأزهر من منصبه بعد هذه الواقعة, لكن الرجل الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع النظام الحاكم لم يظهر تراجعا عن موقفه بمصافحة بيريز، ووصف الرافضين للتطبيع مع إسرائيل بأنهم "جهلاء وجبناء".
ويملك رئيس الدولة وحده حق عزل شيخ الأزهر وتعيينه، بعد أن كان هذا المنصب يشغل بالانتخاب من بين
هيئة علماء أكبر مؤسسة دينية في العالم العربي والإسلامي
ووجّه الكاتب الصحفي فهمي هويدي، نقدا شديدا لشيخ الأزهر وتبريره للمقابلة، في مقالة بجريدة "الدستور" اليومية، نشرته الاثنين.
وقال هويدي "إنّ علماء المملكة (العربية السعودية التي دعت للقاء) كانوا أكثر فطنة وحذراً من شيخ الأزهر، عندما رفضوا حضور مؤتمر نيويورك، أو على الأقل فإنّ أحداً منهم لم يظهر في الصورة لا مع بيريز أو غيره، اكتفاء بظهور العاهل السعودي، ولكن الإمام الأكبر (شيخ الأزهر) وقع في الفخ"، على حد تعبيره .
وأضاف هويدي ساخراً "لا أعرف ما الذي فعله شيخ الأزهر بعد ذلك، رغم علمي بأنّ اليد التي صافحها ملوثة بدماء الفلسطينيين وتفوح منها رائحة جثثهم وأشلائهم، لكن مبلغ علمي أنّ ثمة حديثًا نبوياً يرشد المسلمين إلى أنه في هذه الحالة فإنه يتعيّن على المسلم أن يغسل اليد الملوثة سبع مرات إحداهن بالتراب"، في إشارة إلى حديث يرشد إلى كيفية التصرّف إذا ولغ الكلب في الإناء.
وتابع: أنّ "مشكلة الرجل (شيخ الأزهر) أنه يتصرف باعتباره موظفاً حكومياً بدرجة إمام أكبر، ولا فرق بينه وبين أي ملازم أول أو حتى فريق اول. وحين قال المتحدثون باسمه إنّ الرئيس مبارك يصافح بيريز وأمثاله وأنّ شيخ الأزهر حذا حذوه؛ فإنهم لم يدركوا الفرق بين الاثنين".
من جانبه، تقدم النائب مصطفى بكري ـ رئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة الأسبوع القاهرية المستقلة ـ أمس بطلب إحاطة عاجل للبرلمان المصري قال في حيثياته: "لقد جاء اللقاء بمثابة صدمة للكثيرين حيث مثل أبلغ إساءة للأزهر ودوره وقدسيته في العالم الإسلامي وقد مثل هذا اللقاء تطبيعا واضحا مع العدو الصهيوني من قبل مؤسسة الأزهر وهو أمر يخل بدور الأزهر في قيادة العالم الإسلامي والدعوة نحو القيم الإسلامية الأصيلة".
وأضاف بكري : لقد تعمد شيخ الأزهر أن يلتقي العديد من حاخامات اليهود وفي مقدمتهم حاخام إسرائيل الأكبر "لاو" في وقت سابق، غير أن لقاءه برئيس الكيان الصهيوني هذه المرة يمثل إهانة للمسلمين جميعا وإخلالا متعمدا بدور ورسالة الأزهر الشريف.
وطالب بكري في بيانه بتدخل الرئيس محمد حسني مبارك لتنحية د. سيد طنطاوي عن مهام منصبه وإجباره على ذلك، حيث أن القانون المصري يمنع عزله، كما طلب من د. فتحي سرور عرض الأمر فورا على مجلس الشعب لخطورته في حضور رئيس مجلس الوزراء د. أحمد نظيف.كانت الكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين في مصر استنكرت مصافحة طنطاوي للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز بكلتا يديه في المؤتمر الذي عقد مؤخرا في الامم المتحدة حول حوار الاديان.
بدوره، اعتبر الدكتور حمدي حسن الامين العام المساعد للكتلة البرلمانية في بيان عاجل الى رئيس مجلس الوزراء، تلك المصافحة اثارة لمشاعر المصريين واساءة الى الشعب المصري والى الازهر الشريف.
وطالب النائب شيخ الازهر بالاعتذار لكل المسلمين عن هذه المصافحة المرفوضة وغير المقبولة، ليس فقط بالكلمات المعسولة، ولكن بالمواقف الجادة لنصرة القضية ونصرة اهالي فلسطين المحاصرين.
من جهته، اكد رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان محمد الكتاتني، ان "ما حدث يستلزم المحاكمة البرلمانية والشعبية"، موضحا ان المحاكمة البرلمانية ستتم في البرلمان من خلال بيان حسن الامين وتضامن بقية النواب. وقال: "حتى نواب الحزب الوطني لا يرضيهم ان يصدم شيخ الازهر الشعوب العربية والاسلامية بمصافحته بيريز
".
كما قال الشيخ سيد عسكر الأمين العام المساعد السابق لمجمع البحوث إن موقف طنطاوي ليس جديدا أو مستغربا لأنه "يستند إلى مبرر باطل هو أن النظام المصري في سلام مع الإسرائيليين، وهو يعتبر نفسه موظفا حكوميا ولا يرى مشكلة في مصافحة اليهود واستقبالهم".
وأشار إلى أن مواقف طنطاوي من العمليات الاستشهادية واستقباله حاخامات ومسؤولين إسرائيليين "أضرت كثيرا بصورة الأزهر لدى الناس، الذين لا يعرف أكثرهم أن مواقف طنطاوي لا تعكس رأي الأزهر الشريف".
وأكد عسكر أن علماء الأزهر وأعضاء مجمع البحوث من كافة الدول الإسلامية لا يوافقون على كثير من تصريحات وأفعال طنطاوي. وقال إنه لو عرضت مسألة السلام مع الصهاينة واستقبال مسؤوليهم على مجمع البحوث "لرفضها وأدان فاعلها".