جنود الاسلام من المستشرقين

المستشرق الفرنسي جاك ريسلر
قراءة القرآن بلغته الأصلية .. تمكنك من تذوق جماله وسموه وقوته
خلاصة جميع المعارف تجدها في كتاب الله .. العصر الحديث كشف عن أهميت

لله جنود في الغرب يدافعون عن دينه.. ويرفعون رايته.. فيعلنون جمال هذا الدين وكماله..
وتساميه علي أحقاد أعدائه.. في شهادة حق لا تبتغي إلا الإنصاف..
ولهذا.. هؤلاء أنصفوا الإسلام.
جاك. س. ريسلر J.S.Restler باحث فرنسي معاصر. وأستاذ بالمعهد الإسلامي بباريس. اهتم بدراسة الإسلام وانتج مؤلفاً ضخماً وهاماً يعد من أهم المرجعيات الأجنبية التي تحدثت عن الإسلام بتوسع ايجابي شديد الانصاف للتاريخ والمنجز العربي هو كتاب "الحضارة العربية".
يقول: لما كانت روعة القرآن في أسلوبه. فقد أنزل ليقرأ ويتلي بصوت عال. ولا تستطيع أية ترجمة أن تعبر عن فروقه الدقيقة المشبعة بالحساسية الشرقية. ويجب أن تقرأه في لغته التي كتب بها لتتمكن من تذوق جماله وقوته وسمو صياغته. ويخلق نثره الموسيقي والمسجوع سحراً مؤثراً في النفس حيث تزخر الأفكار قوة وتتوهج الصور نضارة. فلا يستطيع أحد أن ينكر أن سلطانه السحري وسموه الروحي يسهمان في إشعارنا بأن محمداً صلي الله عليه وسلم كان ملهماً بجلال الله وعظمته.
المعرفة والتربية
ويضيف: كان في القرآن فوق أنه كتاب ديني خلاصة جميع المعارف. وظل زمناً طويلاً أول كتاب يتخذ للقراءة إلي الوقت الذي شكل فيه وحدة كتاب المعرفة والتربية. ولا يزال حتي اليوم النص الذي تقوم عليه أسس التعليم في الجامعات الإسلامية. ولا تستطيع الترجمات أن تنقل ثروته اللغوية. إذ يذبل جمال اللغة في الترجمات كأنها زهرة قطفت من جذورها. ولذلك يجب أن يقرأ القرآن في نصه الأصلي.
إن القرآن يجد الحلول لجميع القضايا. ويربط مابين القانون الديني والقانون الأخلاقي. ويسعي إلي خلق النظام. والوحدة الاجتماعية. وإلي تخفيف البؤس والقسوة والخرافات. كما انه يسعي علي الأخذ بيد المستضعفين. ويوصي بالبر. ويأمر بالرحمة. وفي مادة التشريع وضع قواعد لأدق التفاصيل للتعاون اليومي. ونظم العقود والمواريث. وفي ميدان الأسرة حدد سلوك كل فرد تجاه معاملة الأطفال والأرقاء والحيوانات والصحة والملبس. إلخ.
حقاً. لقد ظلت شريعة القرآن راسخة علي أنها المبدأ الأساسي لحياة المسلم ولم يتعرض ماجاء في القرآن من نظر وأخلاق نظام لأية تغييرات ولا لتبديلات بعيدة الغور. وقد ظل القرآن طيلة القرون الأولي للهجرة من جهة المبدأ مصدر الإلهام لكل العقلية الإسلامية فهو يضم بين طرافة الأفكار والأحاسيس الضرورية والكافية لتزويد أعظم الدراسات في الفكر.. إن القرآن الكريم مع أنه أنزل علي رجل عربي أمي نشأ في أمة أمية. فقد جاء بقوانين لا يمكن أن يتعلمها الإنسان إلا في أرقي الجامعات. كما نجد في القرآن حقائق علمية لم يعرفها العالم إلا بعد قرون طويلة.
ورد في القرآن أنه جاء مهيمناً علي مابين يديه من الكتاب. ويستدل من ذلك أن التعاليم الإلهية المقدسة الأصلية قد ضمن القرآن المحافظة عليها بما أوضحه من الحقيقة بإظهار الصحيح والدخيل في الكتب الرائجة في زمان نزوله. وعليه فيكون بهذا البيان والإيضاح قد جاء خير مهيمن علي كتب الله الحقيقية وخير حافظ إياها من التلاعب.
والواقع أنه يتعذر علي المرئ الذي لم يتقن اللغة العربية ولم يضطلع بآدابها أن يدرك مكانة هذا الفرقان الإلهي وسموه ومايتضمنه من المعجزات المبهرة. ولما كان القرآن الكريم قد تناول كل أنواع التفكير والتشريع فقد يكون من العسير علي إنسان واحد أن يحكم في هذه المواضع كلها. وهل من مناص للمرء من الانجذاب إلي معجزة القرآن بعد تمعنه في أمية نبي الإسلام ووقوفه علي أسرار حياة الرسول صلي الله عليه وسلم.
إن معجزة القرآن الكريم هي أكثر بروزاً في عصرنا الحالي. عصر النور والعلم. مما كانت عليه في الأزمنة التي سادها الجهل والخمول.