أسعار الغذاء فى ٢٠٠٩: بردًا وسلامًا على البطون الجائعة
ارتفاع المرتبات وانخفاض الاسعار دعوات المصريين في 2009 منذ الأشهر الأولى لعام ٢٠٠٨، بدا أن الأزمة استحكمت حلقاتها، وأن ما فى جيوب الفقراء لن يكفى لإطعام الأفواه الجائعة، تضاعفت أسعار السلع الغذائية، الأساسية الزيوت واللحوم والألبان والبقوليات والأرز والمكرونة والبيض والدواجن، حتى الفول بات عصيًا وصعبًا وبعيدًا، ولم يبق سوى الخبز الشحيح وطوابيره الممتدة أمام المخابز تارة والمنافذ تارة أخرى.
غير أن الأشهر الأخيرة من العام الضيق، شهدت انفراجة، وبدا أن مصيبة الأزمة المالية العالمية، كانت فى مصلحة الفقراء، إذ تراجعت أسعار معظم السلع الغذائية، ويتردد - والله أعلم - أن الانخفاضات ستتواصل، وأن الجنيه أو حتى العشرة ستعود إليه قدرته على الشراء.
وقال عدد من المنتجين إن الأسعار المحلية بدأت فى الانخفاض تجاوبًا مع النزول الكبير فى مدخلات الإنتاج عالميًا وستزيد معدلات الانخفاض فى الربع الأول من العام الجديد.
وكانت أسعار السلع الغذائية قد شهدت تصاعدًا مستمرًا بداية العام، تجاوز كل التوقعات بسبب ارتفاع مدخلات الإنتاج العالمية حتى وصل التضخم محليًا إلى معدلات غير مسبوقة.
أبرز السلع التى انخفضت أسعارها الزيوت والسمن والأرز والمكرونة وظهرت مؤشرات الانخفاض فى العروض التى قدمتها سلاسل البيع التجارية الشهيرة خاصة فى القاهرة، وأشار بعض تجار إلى أن هناك حالة ترقب فى الأسواق وأن الانخفاض يأتى بشكل طفيف، نظرًا لامتلاء مخازن المنتجين وتجار الجملة بمخزون قديم اشتروه بأسعار مرتفعة، متوقعين ألا تستمر هذه الحالة لأكثر من شهرين بعدها يحدث انخفاض واسع عندما تشترى المتاجر بالأسعار الجديدة،
إلا أن كثيرًا من المستهلكين تشككوا فى حدوث انخفاضات حقيقية فى الأسعار، مؤكدين أن الذى يرتفع فى مصر لا يمكن أن ينخفض أبدًا وأنه إذا كانت الأسعار العالمية انخفضت كما نسمع فى وسائل الإعلام فإن الفارق بالطبع سيذهب إلى جيوب التجار والمنتجين.
قالت منى يحيى، ربة منزل بمدينة نصر، مفيش حاجة سعرها نزل خالص كيس المكرونة بـ ٣.٥ جنيه، والجبنه الرومى بـ ٤٨ جنيهًا، والشيدر بـ ٥٠ جنيهًا، والفلفل الأخضر بـ ٥ جنيهات، والليمون بـ ٧ جنيهات للكيلو.
وأضافت أنها لا تصدق ما تسمعه من أحاديث فى وسائل الإعلام حول تخفيضات الأسعار مؤكدة أن المواطن اعتاد ألا تنخفض الأسعار.
على العكس من ذلك، تقول وزارة التجارة إنها رصدت انخفاض أكثر من ١٧ سلعة غذائية بنسب تتراوح بين ١٪ و٣٩٪.
قال طارق توفيق، رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، إن الانخفاض قد يتجاوز ٣٠٪ فى بعض السلع ولا يملك أى تاجر أو منتج الرفض لأنه سيخرج من السوق فى هذه الحالة. وأضاف: الانخفاضات لن تقتصر على السلع الغذائية المصنعة وإنما الخضروات والفاكهة والبقوليات أيضًا ولن يستثنى منها أى قطاع، فمثلاً أسعار البسلة انخفضت من ٥ آلاف جنيه للطن العام الماضى إلى ٣٣٠٠ جنيه والبطاطس من ١٤٠٠ جنيه للطن إلى ٦٥٠ جنيهًا.
وتابع أن سعر الدواجن نزل من ١٢ جنيهًا للكيلو سعر الجملة خلال شهر رمضان إلى ٧ جنيهات، وكرتونة البيض من ٢٠ إلى ١١ جنيهًا سعر الجملة أيضًا فى حين انخفض سعر الزيت فى بعض المحال إلى أقل من سعر بيع التموين.
وأضاف أن الألبان ومنتجاتها ستنخفض أيضًا بعد الهبوط القوى فى أسعار ألبان البودرة عالميًا والذى تجاوز٥٠٪، كما شهدت أسعار الألبان الطازجة انخفاضًا أيضًا بسبب نزول سعر الأعلاف والذرة بنسبة ٤٥٪.
موضوع: أسعار الغذاء فى بردًا وسلامًا على البطون الجائعة 
الخميس يناير 01, 2009 5:12 am
