في 2009 ابنك راجــــــل البيت
ايه رأيكم مش راجــــــــــل
يغفل كثير من الآباء كيفية التعامل بطريقة مدروسة مع مصروف الجيب لأطفالهم، متجاهلين فكرة أن المصروف هو بداية تعامل الطفل مع الشؤون المالية فى حياته وإدراكه لمبدأ الأخذ والعطاء، لذا يجب تعليم الطفل كيفية إدارة المال، والتعامل معه وادخاره كى يتمكن فى المستقبل من مواجهة تحديات الحياة المالية.
أكد العديد من الدراسات والأبحاث التربوية فى مختلف أنحاء العالم أن تربية الطفل على التعامل الواعى مع النقود تعد مسألة فى غاية الأهمية، ليس فقط للطفل نفسه بل لأسرته ومجتمعه وأمته، فالطفل الذى يكبر ولا يعرف معنى النقود وأهميتها، يكون طفلاً مسرفاً ويصبح شاباً مسرفاً كذلك، بالإضافة إلى أنه يشكل فى طفولته عبئاً على أسرته وفى شبابه عبئاً على نفسه.
ويعتبر أفضل أساليب توعية الطفل اقتصادياً وتربيته على التعامل العاقل مع النقود هو أن نجعله يخوض التجربة بنفسه، بأن نخصص له مصروفاً ونجعله صاحب القرار فى إنفاقه، وحتماً سيتخذ الطفل فى البداية بعض القرارات الخاطئة ويشترى أشياء غير ضرورية، ثم يكتشف حاجته إلى أشياء أخرى أكثر أهمية، فيعرف أنه كان من الأفضل ألا يشترى ما اشتراه، لكن الأهم فى الأمر هو ألا نعوضه عن قراراته الخاطئة فى الشراء حتى يعرف أن النقود مهمة، وبالتالى يجب علينا أن نشترى بها الأشياء التى نحتاجها فقط.
أشارت المؤسسة الوطنية الأمريكية للتعليم المالى فى صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى أنه بإمكان الآباء مساعدة ابنائهم المراهقين على تعليم كيفية التعامل مع النقود عن طريق اتباع بعض الخطوات البسيطة المتمثلة فى عدة خطوات منها على سبيل المثال: إدراك الفرق بين الاحتياجات والرغبات، حيث إن معظم الأطفال يعتبرون وسائل الترفيه بمختلف أشكالها وأنواعها من الاحتياجات، لذلك يجب أن نعلمهم كيفية التمييز بين الاحتياج الذى يتضمن الأشياء الأساسية والجوهرية فى الحياة مثل المأكل والمشرب والملبس والمأوى، وبين الرغبات التى تتمثل فى الأشياء التى تساعد فى جعل الحياة تبدو بشكل أفضل وأسهل.
وشددت المؤسسة على أهمية أن يدرك الطفل كيفية إدارة المال الخاص، المتمثل فى مصروفه الشخصى، وكيف ينفق منه على احتياجاته قبل أن يصرف على رغباته
هات جنيه يابني.
وأضافت أنه يجب مساعدة الطفل فى أن يجعل أمامه هدفاً يرغب فى الادخار من أجله، وأن يتعلم أن يضع جزءاً من مصروفه من أجل شراء شىء ما يحتاجه.
وأوضحت المؤسسة أنه يجب مساعدة الطفل فى أن يدرك إلى أى مدى يستطيع الادخار، وما هو الكم من المال الذى يستطيع توفيره أسبوعياً من أجل الوصول إلى هدفه المنشود، وبالإضافة إلى ذلك يجب وضع وقت كاف أمام الهدف الذى يرغب الطفل فى تحقيقه.
وفى الوقت نفسه، أكدت المؤسسة على فكرة تحديد نوع شخصية الطفل، نظراً لأن هناك أشخاصاً يستطيعون بطبيعتهم التوفير، بينما يوجد هناك أشخاص لا يملكون القدرة على التحكم فى رغباتهم وبالتالى يصرفون ببذخ، وبالنسبة لهؤلاء، عليهم أن يدخروا جزءاً من مالهم فى حساب ادخارى مباشرة.
وفى النهاية، شددت المؤسسة على أهمية الادخار، خاصة فى سن مبكرة، لذلك يجب تعليم الطفل فائدة وقيمة الادخار عن طريق تحفيزه وتشجيعه، وتوضيح فكرة أنه إذا وضع كم من المال فى البنك مثلاً سوف يتضاعف خلال عدد سنوات محددة، وبهذا نستطيع أن نربى الأجيال القادمة على عادات جيدة وصحية للادخار، وأنه عندما يكبر الطفل قليلاً فلا ضير من إشراكه فى مناقشة ميزانية الأسرة والاحتياجات المهمة لكل أفرادها وكيفية المواءمة بين هذه الاحتياجات والإمكانات المتوفرة، فذلك أدعى أن ينمى لديه ملكة التخطيط والترشيد فى الإنفاق.