في ذمة الله يامسير العلم

تنعي أسرة منتدي الكحلي الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور محمد المسير استاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الذي انتقل الي جوار ربه مساء السبت الماضي وتم دفنه بمقابر الأسرة بقرية كفر طبلوها مركز تلا محافظة المنوفية بعد صلاة الجنازة عليه في الجامع الأزهر بعد ظهر الأحد الماضي.
وشهدت جنازة فقيد الدعوة الاسلامية حضوراً كثيفاً ممن أيدوه في آرائه وفتاويه الجريئة وكذلك ممن اختلفوا معه في الاجتهاد إلا أن هذا الاختلاف لم يؤثر علي احترامهم له لعفة لسانة وقوة حجته وغيرته علي الدين وتقديره لآراء المخالفين له في الرأي طالما استند علي حجة شرعية وخاصة في القضايا المختلف فيها.
وكانت حياة الداعية المخلص زاخرة بالعطاء سواء عن طريق تدريسه لطلاب العلم في الجامعات الإسلامية في مصر والسعودية.. أو محاضراته لأئمة الأوقاف ومشاركته في المؤتمرات الإسلامية علي مستوي العالم وليس في مصر فقط.. وفي نفس الوقت كان نجم الفضائيات الإسلامية الأول الذي تطمئن القلوب الي فتواه المخلصة البعيدة عن الهوي الشخصي أو إرضاء لأي مخلوق لأنه لم يهدف إلا الي ارضاء ربه. ولا يقل عطاؤه في مجال التأليف عن اسهاماته المباشرة في الندوات العامة التي سافر إليها الي مختلف المحافظات إلا أن هذا لم يمنعه من اثراء المكتبة العربية والاسلامية بأكثر من أربعين كتاباً في مختلف القضايا الحيوية التي تهم القارئ المسلم في كل مكان لاتصافها بالعمق والدقة والعموم في نفس الوقت ولهذا سيظل تراثه باقياً حتي بعد رحيله.
وحرص الراحل الذي ورث الدراسة الأزهرية أباً عن جد علي الحاق كل أبنائه بالأزهر ليظلوا ميراثاً أزهرياً يصل ثوابه اليه حتي بعد وفاته لأنه جمع الصفات الثلاث التي يصل خيرها الي الانسان بعد وفاته وهي.. علم ينتفع به وولد صالح يدعو له وصدقة جارية وما أكثر جهوده الخيرية التي شهدناها بأنفسنا واعترف بها كل من اقترب منه.. رحم الله الدكتور المسير وألهم الأمة كلها الصبر والسلوان. ...