امراة عصرية

تخطيء كثير من الأمهات عندما يعتقدن ان اطفالهن يجب ان تكون المذاكرة هي هدفهم الأساسي خاصة اثناء العام الدراسي.. وقد لفت انتباهي أم تعاقب طفلها الذي مازال يخطو أولي خطواته في التعليم وعندما وجدت ملامح الاستنكار علي وجهي قالت انني يجب ان أكون أماً حازمة معه منذ البداية وأعوده علي ألا يفعل شيئاً آخر غير متابعة دروسه وأداء الواجب المدرسي ويؤجل اللعب في الاجازة الصيفية هذا التصرف من جانب الأم ينقصه الكثير من الوعي بأن كل إنسان له هدف في الحياة يسعي لتحقيقه والاطفال مثل الناضجين يتمنون تحقيق ما يحلمون به.. وهذا يحتاج لمساعدتهم وعدم السخرية من هدفهم وأحلامهم والضغط عليهم بالتفرغ الكامل للمذاكرة لن يفيدهم بل ينعكس علي شخصيتهم بالسلبية.. فالطفل في بداية تفتحه علي العلم والدراسة يحتاج إلي مشاهدات ورحلات يتعرف من خلالها علي معلومات وإجابات علي ما يدور في نفسه وخياله من اسئلة يحتار في التوصل إلي تفسير لها.. وهذا يساهم بدرجة كبيرة في ان يتعود علي الابداع والابتكار خاصة إذا كانت الأم تحيطه بحبها وحنانها ولا تحرمه من ممارسة متع الحياة لذا يردد دائماً علماء النفس بضرورة ترك الأطفال يلعبون ويدمرون لعبهم فإن في ذلك حافزا لهم علي الابتكار والعناية بما يمتلكون من أشياء والعمل علي المحافظة عليها.. وينعكس ذلك علي شخصيتهم عند الكبر.. وهو ما يتطلب ضرورة ترك الطفل ليحدد هدفه بنفسه دون فرض أو ضغط تمارسه الأم عليه.. فعليها مساعدته وارشاده وتوجيهه دون تحديد لهدف أو أمنية لها في ان يكون طبيبا مثلا أو مثل أبيه.